تَنرِيف هي جزيرة في المحيط الأطلسي، الذي ينتمي إلى جزائر الخالدات (إسبانيا). بجانب لا بالما (La Palma)، غمارا (La Gomera) وهيرو (El Hierro). أشكال مقاطعة شَنْتَ قُرُوش تنريف. وتبلغ مساحتها 2034.38 كيلومتر مربع ويبلغ عدد سكانها 899 833 نسمة، هي أكبر جزيرة من جزائر الخالدات وإسبانيا من حيث عدد السكان.شنت قروش تنريف هي عاصمة الجزيرة والمقاطعة، وأكبر مدينة مع 222 417 نسمة. مع بالماس قنارية هي أيضا عاصمة جزائر الخالدات. لتكون مشتركة فيما بين عامي 1833 و 1927 شنت قروش تنريف ورسميا العاصمة الوحيدة في جزائر الخالدات، وحتى في عام 1927 مرسوما أمر عاصمة جزائر الخالدات، وهي الطريقة التي لا يزال حتى اليوم. ثاني أكبر مدينة في الجزيرة وثلث من جزائر الخالدات مع 150 661 نسمة وسان كريستوبال دي لا لاغونا (San Cristóbal de La Laguna)، وهي مدينة من مواقع التراث العالمي وكذلك (المدينة الوحيدة التي لديها مثل هذا التمييز كناريا). المجتمعات الحضرية بحيرة (لاغونا) شنت قروش ويبلغ عدد سكانها أكثر من 373 078 نسمة.الجزيرة ومكان آخر في اليونسكو مثل مواقع التراث العالمي الذي هو أيضا الأكثر زيارة الحديقة الوطنية في إسبانيا، والسيد تيد الحديقة الوطنية، حيث أعلى نقطة من إسبانيا وثالث أكبر بركان في العالم من قاعدتها، تيد. وتشتهر الجزيرة لكرنفال لها، التي تعتبر ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وأعلن المهرجان الدولي للسياحة الدولية. وعلاوة على ذلك، في الجزيرة وهيكل متنوعة، والتي تؤكد على الاستعمار ولكن المعاصرة خاصة تجسدت المبنى الحديث للدي تنريف أوبرا، وتقع في شنت قروش تنريف. وكما هو معروف تنريف لكونها وجهة سياحية كبيرة في إسبانيا والخارج، وتلقي أكثر من خمسة ملايين سائح سنويا،
إنها جزيرة تينيريف (Tenerife) أكبر هذه الجزر، الغنية عن التعريف في أوروبا والعالم أجمع، فهي من المحطات السياحية الرئيسية والمهمة في إسبانيا والأطلسي وأفريقيا القريبة، وعلى سطح المعمورة بشكل عام. فهي لا تبعد أكثر من ألف كيلومتر عن إسبانيا و330 كيلومترا عن الساحل الأفريقي والمغرب.
وفضلا عن أنها أكبر جزر المجموعة، ويصل طول شواطئها لنحو 340 كيلومترا (منها 67 كلم من الشواطئ الصالحة للاستخدام والاستجمام، فهي أيضا أكثرها اكتظاظا بالسكان، إذ يبلغ عدد سكانها نحو 900 ألف نسمة ينتشرون على مساحة تصل إلى 2034 كيلومترا مربعا، أي حجم قضاء من أقضية لبنان تقريبا. ولأنها أيضا تقيم واحدا من أكبر المهرجانات في العالم وهو مهرجان «سانتا كروز دي تينيريف» (Carnival of Santa Cruz de Tenerife) الذي يحمل اسم عاصمة الجزيرة نفسها (عدد سكانها 280 ألف نسمة). وتطمح الجزيرة إلى أن تكون ضمن المواقع العالمية المحمية في إطار مواقع التراث الإنساني التي تقررها منظمة اليونيسكو لما تضمه من جواهر ومعالم طبيعية وتراثية نادرة. ورغم أن طابع الجزيرة والعاصمة المعماري طابع محلي له علاقة بالسكان الأصليين، فإنه متأثر كثيرا بالفن المعماري المغربي والبرتغالي، ولاحقا وقليلا الإسباني الداخلي والإنجليزي. ولا يمكن للسائح أن يخطئ حديقة «غارثيا سانابريا» التي تضم الساعة والنوافير. وهي واحدة من الساحات والحدائق الكثيرة التي تضمها المدينة. على أي حال، فإن مهرجان الفلامنغو الموسيقي والأزيائي الخاص، مهرجان «سانتا كروز»، يقام في فبراير (شباط) من كل عام. وهو إلى جانب نوتينغ هيل غين في لندن، أهم ثاني مهرجان من هذه المهرجانات الضخمة بعد مهرجان ريو دي جانيرو الشهير في البرازيل.
وربما لهذا السبب تمت توأمة المدينتين. وعادة ما يبدأ المهرجان يوم الجمعة بمسيرة وحفلة ضخمة في الشوارع العامة، ويتأجج عادة خلال الليل، لكنه يتواصل ليل نهار حتى ما يعرف بأربعاء الرماد، لكنه في النهاية لا يتوقف قبل أسبوع كامل من الحفلات والموسيقى الكاريبية والإلكترونية الرنانة والطنانة.
أضف إلى ذلك أن هذه الجزيرة الإسبانية البركانية الرائعة، تضم ثالث أعلى بركان في العالم (يعتبر أعلى الجبال في إسبانيا وهو على لائحة التراث الإنساني) وهو بركان أو جبل تيدي (Mount Teide) الذي يبلغ ارتفاعه أكثر من 3700 مترا عن سطح البحر في حديقة ومحمية «تيدي الوطنية». وهو أيضا من أعلى الجبال البركانية في جزر الأطلسي. ويستقبل البركان وحديقته الرائعة ما لا يقل عن مليونين وثمانمائة ألف سائح، وبالتالي يكون في المرتبة الثانية في لائحة المواقع البركانية السياحية الأكثر جذبا للسياح حول العالم، بعد بركان فوجي الشهير في اليابان الذي يمكن لأي شخص التعرف عليه في الملصقات مكللا بالثلوج من بعيد.
ويمكن الوصول قريبا إلى قمة البركان عبر التلفريك، ويربطه الإسبان بالطبع بالكثير من الخرافات كما هو الحال مع الكثير من الشعوب خصوصا اليونانيين مع جبل الأولومبوس.
ويبدو أن اسم الجزيرة الإنجليزي «تينيريف» (Tenerife)، له علاقة باسم الجبل البركاني الخطير، إذ تشير المعلومات المتوافرة التي ذكر بعضا منها المؤرخ الروماني المعروف بليني الصغير، أن الملك جوبا الثاني أرسل بعثة خاصة إلى جزر الكناري وجزيرة ماديرا البرتغالية وأطلق على جزر الكناري اسمها لأنه عثر فيها على الكثير من الكلاب الخطيرة «كناريا» (canaria)، إلا أن الملك جوبا الثاني والرومان القدماء بشكل عام أطلقوا على تينيريف اسم «نيفاريا» (Nivaria) اللاتيني المشتق من الكلمتين اللاتينيتين «نيفيس» (nivis) و«نييف»(nieve) اللتين تعنيان وتشيران إلى الثلج، أي ثلج قمة بركان تيدي. ومع هذا فإن وثائق القرن الرابع عشر والخامس عشر تشير إلى أن المؤلفين بونتيير ولي فيريير، أطلقا على الجزيرة آنذاك اسم «إيلا دي اينفيرنو» (Isla del Infierno) الذي يعني حرفيا «جزيرة الجحيم»، وهذا أيضا يعود إلى ثورات البركان الهائجة والخطيرة قديما. كما تعني كلمة «تيني» (Tene) في لغة السكان المحليين أو الأصليين «الجبل» وكلمة «يف» (ife) الأبيض، وتم لاحقا مع الإسبنة والاحتلال الأجنبي إضافة حرف الراء لتصبح بالنهاية «تينيريف» (Tenerife).
الكلام لا ينقضي عن البركان والجزيرة، إذ أنه جزء لا يتجزأ من تاريخها وهي نتيجة له بالأساس، وبسبب البركان أيضا تتمتع الجزيرة بمناطق طبيعية رائعة ومناطق زراعية خصبة وأنواع كثيرة من الطيور والنباتات النادرة. ولذا تضم أكبر مزرعة للبغاء في العالم (مزرعة لورو باركي)، أكثر من 200 نوع من أنواع هذا الطير الجميل والساحر والخرافي. ومن المواقع التي ينصح السياح بزيارتها على هذا الصعيد حديقة «غاردين بوانيكو» التي تعتبر من أهم الحدائق الطبيعية والنباتية حول العالم، ومزرعة «بانييرا ال قوانتشي» التي تضم مجموعة كبيرة وضخمة من النباتات والأزهار وأنواع الصبار.
بالطبع إن هذه الجزيرة الأطلسية التي تتمتع بأجواء حارة في الصيف ومعتدلة في الشتاء على غرار جزر المتوسط، غنية جدا على الكثير من الصعد التجارية والسياحية بالطبع والطبيعية البركانية مثل النباتية والحيوانية والبحرية، كما أن فيها الكثير من المباني المهمة، مثل الكنائس والمتاحف. كما تعرف الجزيرة أيضا بجامعتها وبتراثها وأقمشتها المطرزة ومأكولاتها الخاصة بها.
وقد مر على الجزيرة الكثير عبر العصور، إذ تشير المعلومات التاريخية، إلى أن أول استيطان بشري شهدته كان في القرن الثاني قبل الميلاد. وكان يعرف السكان الأصليون باسم الـ«غوانشي» (The Guanches)، وكانوا أقوياء البنية وطوال القامة، عيونهم زرقاء أشبه بالإسكندنافيين. لكنهم لم يكونوا متطورين في العصر الحجري كما هو مفروض، رغم أن الخرافات اللاحقة تقول إن تينيريف كانت جزءا من حضارة أتلانتيس المفقودة. وغزا الإسبان جزر الكناري ومنها تينيريف عام 1494 أي أثناء حملة إيزابيل وفرديناند للسيطرة على إسبانيا وطرد المسلمين من غرناطة وبقية البلاد.
وحاول جزء من سكان الجزيرة مقاومة الاحتلال الإسباني لكنهم لم يفلحوا، وتم استعبادهم من قبل الملكة ايوابيل. ومنذ ذلك الحين بقيت الجزيرة وبعض مناطق الكناري أشبه بمزرعة أو تجمعات للعبيد الذي يعملون في زراعة قصب السكر للإمبراطورية الإسبانية. وعندها جاء الكثير من الألمان والإنجليز والبرتغاليين والطليان إلى الجزيرة للاستقرار والعمل وبقوا هناك. وكانت تينيريف بالطبع صلة الوصل بين أوروبا والعالم الجديد آنذاك (أميركا) ومحطة مهمة، مما أدى إلى ازدهارها وصعود نجمها. ولا تزال للجزيرة علاقات مهمة مع دول أميركا اللاتينية (خصوصا كوبا وفنزويلا وبورتوريكو) وأهلها الذين اختلطوا بهم منذ سنوات طويلة. وغزا الجزيرة الأدميرال الإنجليزي نيلسون الشهير نهاية القرن الثامن عشر. وبدأت الجزيرة تعرف السياحة والسياح بعد ذلك وبالتحديد عام 1890.