مصارعة الثيران بالإسبانية (corrida de toros)، رياضة أسبانية قديمة تتم بين ثور ورجل، ويُطلق على الرَّجل اسم ماتادور (مصارع الثيران). في حلبة على مرأى ومسمع من الناس الذين يحضرون لمشاهدة تغلب الإنسان على الحيوان.تسبق مباريات مصارعة الثيران عادة قديمة وهي إطلاق الثيران من حظائرها لتصل إلى حلبة المصارعة ويجري الناس أمامهم وهم يرتدون محارم حمراء اللون للاعتقاد بأن اللون الأحمر يثير الثور، ويتسابق الناس في الجري أمام الثيران حتى تصل إلى الحلبة، الجدير بالذكر أن هناك إصابات تحدث بين الناس من جراء ذلك، إلا أنهم يحبون المشاركة في ذلك باعتبار ذلك دليل على الشجاعة ودرب من دروب الإثارة والمغامرة. . وفي أثناء المصارعة يقوم المصارع بمواجهة الثور بمفرده، ويحاول محاورة الثور المهاجم بتحريك رداء أو قطعة من القماش. وفي نهاية المصارعة، يقتل المصارع الثور في كثير من الأقطار ما أن تنتهي المصارعة بمصرع الثور، تدخل البغال ويكون عددها حوالي 4 لجر الثور للخارج، ويكون الجزارون بانتظاره، ليتم تقطيع لحمه ثم يباع.

تمارس مصارعة الثيران في العديد من دول العالم على رأسها أسبانيا التي يوجد بها أكثر من 400 حلبة لمصارعة الثيران) والبرتغال ودول أمريكا اللاتينية منها المكسيك وبيرو وكولومبيا وفنزويلا والإكوادوروكاليفورنيا (بدون إراقة دماء) وجنوب فرنسا (بدون إراقة دماء.أثارت مصارعة الثيران الكثير من ردود الأفعال المضادة الرافضة لها، وخصوصاً من جانب جماعات الرفق بالحيوان التي تنظر لهذه الرياضة الشعبية بوصفها تعذيب للثيران وقتل لها بطريقة وحشية.تم تدريب المصارع منذ الصغر على تلك الرياضة التي تتطلب شجاعة في مواجهة الثيران وكذلك مهارة. ويرتدي المصارع حلة مطرزة غالية الثمن تصل في بعض الأحيان إلى 20 ألف دولار. ويتعرض المصارعون لخطر الاصابة والوفاة أحياناً.

نظام مصارعة الثيران:

قبل موعد بداية المصارعة المحدد بدقيقة أو دقيقتين يدخل الرئيس ومستشاروه إلى مكانهم الخاص. ويكون الرئيس في العادة موظف حكومة محليًا، فهو يُحكِّم المصارعة، ويعطي الإذن للمصارع، ليتقدم من مرحلة إلى أخرى.تبدأ المصارعة عندما يُنْفَخ البوق، وبعد ذلك مباشرة، يتحرك رجال على ظهور الخيل يدعون الغواسلرز عبر حلبة المصارعة إلى منصة حاكم المباراة، ويقلبون قبعاتهم ذات الألوان الأرجوانية المزرقَّة، ليأخذوا مفتاح حظائر الثيران. ويأتي بعد هؤلاء موكب المصارعين ومساعديهم فيدخلون الحلبة.وبعد أن يأتي موكب المصارعين، تبدأ المصارعة فينفخ البوق، وتُفتح حظيرة الثيران، ليخرج منها الثور ويدخل إلى الحلبة. ويبدأ ثلاثة من مساعدي المصارعين ـ يدعونباندريلليروز ـ في إثارة الثور ليهاجم، وذلك بتحريك قطعة من القماش ذات لون أحمر من جانب وأصفر من جانب آخر. وعلى النقيض من الاعتقاد السائد، فإن الثيران لايثيرها اللون الأحمر، فهي في الحقيقة مصابة بعمى الألوان، فالذي يثيرها حقيقة هو حركة قطعة القماش وليس لونها. يتأمل المصارع الثور، فيلاحظ قدرته البصرية، وطريقة هجومه، وهل يهاجم في خط مستقيم، أو يفضل الهجوم بقرن واحد. ويدخل المصارع الحلبة بعد ذلك فيحرك القطعة خمس مرات أو ست، بحيث ينقاد الثور قريبًا من جسمه.وبعد هذه الحركات، ينفخ البوق ويدخل اثنان ممن يسمون البيكادورز (مطاعن الثيران) على ظهور الخيل، ويحمل كل واحد منهما رُمحًا، يطلق عليه اسم فارا. أما الخيل فإن عيونها مغطاة وعلى جسمها غطاء سميك. ويطعن البيكادور الثور في عنقه ليضعف عضلاته، ويُطلق على هذه العملية أيضًا اسم فاراش. وبعد كل طعنة من هذه الطعنات، يقوم مصارع الثيران بعدة حركات بقطعة القماش، وتسمى هذه الحركات كوايت.بعد ثلاث أو أربع طعنات ينفخ البوق مرة أخرى، ويغادر المصارع الحلبة، ويدخل مساعدوه، ويتناوب اثنان منهم في وضع ثلاثة أزواج من العصي الخشبية خلف عنق الثور، طول الواحد منها 70 سم وتسمى باندريلا، وهي مزينة بالأوراق الملونة ولها نصل حديدي حاد.وينفخ في البوق لإعلان الجزء الأخير من الاحتفال الذي يطلق عليه اسم فينا. يدخل المصارع الحلبة، وهو يحمل سيفاً وقطعة قماش حمراء ملفوفة حول عصا، تسمى ميوليتا، ويقوم بعدة جولات بهذه العصا. ويعتمد تقويم أداء المصارع على رشاقته وعلى مقدار الخطر الذي يُعرِّض له نفسه. وأخيرا يقتل المصارع الثور بسيفه مدخلا إياه بين كتفي الثور. والفترة مابين دخول الثور وقتله تستغرق نحو 20 دقيقة.وفي حالة أداء المصارع لدوره بطريقة جيدة، فإن الجمهور يصفق له، ويُشجعه. وقد يقدم رئيس المصارعة أحد أُذني الثور جائزة للمصارع. أما إذا كان الأداء فريدًا من نوعه، فإن المصارع يفوز بأذني الثور معًا، وقد يجمع بين الأذنين والذيل.

أنواع حلبات مصارعة الثيران:

. تسمى مصارعة الثيران كوريدا باللغة الأسبانية. ولعل أكثر نوعين من أنواع مصارعة الثيران شهرة هما كوريدا دو توروس، والنوفيلادا. والأولى هي أرقى أشكال مصارعة الثيران، ولايشترك فيها إلا المصارعون الذين يطلق عليهم لقب ماتادورز دو توروس ويحصل الواحد من هؤلاء المصارعين على لقبه في احتفال يعرف باسم الألتيرناتيفا. ولاتقام هذه إلا للمصارعين الذين لديهم خبرة ومهارة وشعبية كبيرة. ويكون من حق المصارع الذي يبلغ هذه الدرجة، أن يرتدي بدلة الأنوار تراجي دو لوسيز، وتمثل الزي التقليدي لمصارعة الثيران، وهي بدلة فاقعة الألوان. أما النوفيلادا فهي نوع من مصارعة الثيران الخاصة بالمصارعين الأقل خبرة، ويسمون نوفيلورز. ويصارع في كل من الكوريدا دو توروس والنوفيلادا ثلاثة مصارعين يصارع كل واحد منهم ثورين اثنين، الواحد تلو الآخر.أنواع مصارعة الثيران :

الأسبانية

يكون موسم مصارعة الثيران في أسبانيا من شهر مارس وحتى شهر أكتوبر، ويكون للماتادور أو المصارع 6 مساعدين.

البرتغالية

لا يتم قتل الثور على مرأى من المشاهدين وإنما يتم ذلك على يد جزار محترف، وفي حالات أخرى قد ينجو الثور ويعالج ويطلق في المزارع حتى نهاية أيامه .

الفرنسية

يتم - بدون اراقة دماء - ويكون على سبيل الترفية، حيث يتسابق المتبارون في انتزاع شيء يعلق على رأس الثور الصغير.

العالم العربي :

وتُعد هذه الرياضة محرَّمة في الإسلام نظرًا لما فيها من تعذيب وإيذاء للثيران، حيث نهى الإسلام عن ممارسة أي شكل من أشكال تعذيب الحيوان أو إيذائه. وورد كثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي توضح هذا المعنى وتؤكد على هذا النهي.

• يوجد نوع من مصارعة الثيران في الوطن والعربي وتحديداً في سلطنة عمان، بولايتي صحار وبركاء ويكون هذا النوع من النزال بين ثور وأخر، حيث يترك الثوران إلى أن يجبر أحدهما الأخر على الفرار أو التوقف عن النزال، وعندئذ يكون الثور الفائز. يتم إعداد الثيران لذلك إعداداً خاصاً ويتم العناية بها وإطعامها طعاماً خاصاً

• وتوجد بمدينة وهران بالجزائر حلبة لمصارعة الثيران ،وهي الوحيدة المتواجدة في أفريقيا مما يِؤكد بامتياز التواجد الإسباني القوي في وهران ،أشتهرت خلال الاحتلال الفرنسي بسمعتها الأوروربية القوية.