في الماضي تم تدمير الكثير من الحضارة الإسلامية الأندلسية وتدمير معالمها الأثرية والتاريخية بدون رحمة لذلك عندما يأتي الزائر ليري معالم المحو الإسلامي فلابد من زيارة كاتدرائية غرناطة فهي واحدة من أهم وأبرز رموز الحضارة الإسبانية حيث تنوع بناءها وتصاميمها علي حسب إختلاف فترة الحكم والذي يشمل بناؤها فتعددت معالمها وتصاميمها حتي أصبحت من أهم الأماكن السياحية الموجودة بغرناطة.
تعتبر أيضاً رمز لقيام الدولة الإسلامية الكاثولوكية علي أنقاض الدولة الاندلسية الإسلامية تم بناؤها علي أنقاض مسجد غرناطة الكبير والذي بناه بنو الأحمر في منتصف غرناطة كما شيدت الكاتدرائية في البداية لتصبح كنيسة تمحو آثار المسجد القديم ولكن بعد مرور الوقت تم تطويرها وتوسيعها كما زاد إهتمام الملوك بها بها حتي تحولت إلي كاتدرائية عريقة .
تم تشييدها في بدايات القرن السادس عشر وتم تصميمها بالفن القوطي والذي إشتهرت به تلك الحقبة وفي خلال هذه الفترة تم التركيز علي الجزء الداخلي وخاصةً منطقة القبة فزينت بأعمدة رخامية تم مزجها بالدهب ويعلوها قبة ضخمة تحيطها من الجوانب عشر نوافذ زجاجية ملونة وفي أسفل هذه النوافذ يوجد بعض اللوحات الجدرانية الدقيقة في تفاصيلها كل واحدة منها تحمل مشهداً عريقاً يختلف كلياً عن الثانية.
أما القاعة المستطيلة والتي تعرف بقاعة المصلي تم تشييدها بطراز النهضة فيري الزائر تماثيل لملوك وحكام حكموا إسبانيا خلال سقوط غرناطة كما تحتوي علي العديد من اللوحات الجدرانية والتي تروي بعض الأحاديث التاريخية كما يزعمها الملوك كما يوجد التمثالان النصفيات لرجل وإمراءة تم تجسيدهم علي أنهم آدم وحواء.
أما بالنسبة للجانب الخارجي للكاتدرائية فقد تم تشييدها علي الطراز الباوكي ليشبه في تصميمه بقوس النصر كما تعلو البوابات الكثير من التماثيل بعضهم تماثيل جدرانية والأخريين تماثيل مرصوفة أعلي الأعمدة والتي تحد البوابات بالأضافة إلي النقوش والزينة الباروكية.
تقع الكاتدرائية بالتحديد في منطقة كالي جران فيا دي كولون في مدينة غرناطة بإسبانيا، كما يوجد بالقرب منها العديد من الفنادق من أهمهم فندق ماركيز إيزابيلاز ، وفندق بوسادا ديل تورو.