تحتوي مدينة أشبيليه الكثير من المعالم السياحية الهامة والأماكن التاريخية والتي حولتها إلي وجهة سياحية بدرجة عالية لما تحتويه من موجات أثرية مختلفة ومن بين هذه المعالم برج الخيرالدا والذي يعتبر من أهم المباني التاريخية بأشبيليه حيث يحمل الكثير من اللمسات التاريخية فهو من أجمل وأبرز المعالم السياحية والتي تنال إعجاب ملايين السياح من مختلف أنحاء العالم وعلي مر التاريخ فهو أحد أهم الأماكن التي تجذب الزوار والمعجبين ، ولكن مع مرور الزمن حدثت بعض التغييرات والتحديثات التي حلت بالبرج وحولته تحويلاً شبه جذرياً في أدق تفاصيله ولكن مع الحفاظ علي هيكله العام.

تم بناء هذا البرج علي يد المسلمين في نهايات القرن الثاني عشر ليصبح أطول وأكبر برج في العالم حيث يبلغ إرتفاعه بما يقارب 95متر حيث كان وقتها يستخدم كمأذنة ولكنه كان لا يحتوي علي أدراج في داخله بل كان يحتوي منحنيات أرضية تمكن المؤذن بالصعود في أعلاه برفقة حمارة أو حصانة الأذان وكان مزين وقتها بقبة كروية بأعلاه.

تم سقوط البرج في القرن الرابع عشر علي يد المسيح ومن ثم تحول علي منارة ومع مرور الوقت سقطت القبة الدائرية بسبب زلزال ثم قاموا بصناعة تمثال عالي وتزويد البرج بصليب كبير وسمي التمثال بنصب الخيرالدالو وعلي أساسه سمي البرج كما أن هذا التمثال ازداد من طول البرج ليصبح في نهايات القرن السادس عشر بطول 104متر.

يتميز البرج من الخارج ببعض من الزخارف الأسلامية والتي عكست ثقافة الفن الاندلسي علي العمران ذو النمط الإسباني مما أضفي عليه لون خاص ، ثم تزين كل هذا بجرس نحاسي في القمة والذي يعرف بجرس الكاتدرائية التي ألحق بها البرج.

كما يلاحظ الزائر تفاصيل مختلفة من الداخل والخارج خاصةً تنوع صخوره والتي تعود إلي العهد الروماني مما يؤكد أن هذا البرج لم يشييد من الصفر بل تم تشييده فوق أنقاض الحضارة الرومانية.

يستطيع الزائر أن يصعد إلي قمة البرج ليتمتع بمنظر رائع من بانوراما ساحرة للمدينة والمعالم المطلة عليها ، ومن ثم تختتم الجولة علي عربة الأحصنة حوله والتوقف عند أقرب مطعم أندلسي يقدم أشهي الوجبات اللذيذة كما ستجد الكثير من المطاعم العالمية  والتي تقدم أطباق حصرية.

يقع برج الخيرالدا في منطقة الكوستيتيسيون بأشبيله في إسبانيا ، كما يوجد بالقرب من العديد من الفنادق منها فندق المينار وفندق الكاسا 1800.