عيد الميلاد الكريسماس(عيد المسيح) يُعتبر ثاني أهم الأعياد المسيحية على الإطلاق بعد عيد القيامة، ويُمثل تذكار ميلاد يسوع المسيح وذلك بدءًا من ليلة 24 ديسمبر ونهار 25 ديسمبر في التقويمين الغريغوري واليولياني غير أنه وبنتيجة اختلاف التقويمين ثلاث عشر يومًا يقع العيد لدى الكنائس التي تتبع التقويم اليولياني عشية 6 يناير ونهار 7 يناير.ورغم أن الكتاب المقدس لا يذكر تاريخ أو موعد ميلاد يسوع فإن آباء الكنيسة قد حددوا ومنذ مجمع نيقية عام 325 الموعد بهذا التاريخ، كذلك فقد درج التقليد الكنسي على اعتباره في منتصف الليل، ويعتبر عيد الميلاد جزءًا وذروة "زمن الميلاد" الذي تستذكر فيه الكنائس المسيحية الأحداث اللاحقة والسابقة لعيد الميلاد كبشارة مريم وميلاد يوحنا المعمدان وختان يسوع، ويتنوّع تاريخ حلول الزمن المذكور بتنوع الثقافات المسيحية غير أنه ينتهي عادة في 6 يناير بعيد الغطاس، وهو تذكار معمودية يسوع.

يترافق عيد الميلاد باحتفالات دينية وصلوات خاصة للمناسبة، واحتفالات اجتماعية أبرزها وضع شجرة الميلاد وتبادل الهدايا واستقبال بابا نويل وتناول عشاء الميلاد، علمًا أن أعدادًا كبيرة من غير المسيحيين تحتفل بالعيد أيضًا، وهو عطلة رسمية في أغلب دول العالم وفي الوطن العربي يعتبر عطلة في سوريا ولبنان ومصر والأردن وفلسطين ولأبناء الطائفة في العراق. كذلك، يعتبر عيد الميلاد من أكثر المناسبات التي ينفق عليها البشر مالاً عليها، كما يوجد لهذه المناسبة أغاني وموسيقة وأفلام ومسرحيات عديدة تتناولها، بأبعادها المختلفة.

يترافق عيد الميلاد مع تزيين المنازل والكنائس والشوارع الرئيسية والساحات والأماكن العامة في المناطق التي تحتفل بالعيد، بزينة خاصة به. عادة يعتبر اللونين الأخضر والأحمر هما اللونان التقليديان للإشارة إلى عيد الميلاد، تطعم أيضًا بشيء من اللونين الذهبي أو الفضي؛ يرمز اللون الأخضر "للحياة الأبدية" خصوصًا مع استخدامه للأشجار دائمة الخضرة التي لا تفقد أوراقها، في حين يرمز الأحمر ليسوع نفسه.

يلحق بالشجرة عادة، مغارة الميلاد، وهي أقدم من الشجرة تاريخيًا، إلى جانب الشجرة والمغارة، فإنّ الأجراس والسلاسل الذهبية والكرات الحمراء وندف الثلج وأكاليل أغصان دائمة الخضرة، والشموع اللولبية والملائكة وحلوى القصب والجوارب الحمراء، والنجوم - رمزًا لنجم بيت لحم - تعتبر داخلة في إطار زينة الميلاد التقليدية،ذلك يشمل أيضًا وجوه لبابا نويل وغزلانه، حيث درجت التقاليد الشعبية على اعتباره قادمًا على متن عربة يجرها الغزلان؛ أما الأكاليل الأغصان دائمة الخضرة فتوضع عادة على أبواب المنازل أو النوافذ .

تزيين الشوارع بلافتات خاصة وسلاسل ضوئية على طول الشارع ووضع أشجار الميلاد في أماكن بارزة، تعتبر داخلة ضمن زينة الميلاد، فضلاً عن الساحات ومناطق التسوق. تزايدت زينة عيد الميلاد، وتنوعت أشكالها وزخارفها واقبتست من التقاليد المحلية والموارد المتاحة في مختلف أنحاء العالم، أول محل تجاري متخصص بزينة الميلاد افتتح في ألمانيا خلال عقد 1860، وسرعان ما تكاثرت هذه المحلات، وتنافست حول أجمل زينة مقدمة للميلاد.